كيف تأسس طفلك ليكون رجل اعمال ناجح
يطمح الجميع في تربية أبنائهم بطريقة تجعلهم أطفالاً ناجحين وسعداء في المستقبل، لكن هناك أسئلة لا يطرحها البعض على أنفسهم للوصول إلى هذا الهدف.
قدمت مارغوت ماكول بيسنو، الأم والكاتبة والخبيرة في تربية الأطفال، والتي أمضت 20 عاماً في الحكومة الأميركية، بما في ذلك منصب مفوضة لجنة التجارة الفيدرالية ورئيسة موظفي مجلس الرئيس للمستشارين الاقتصاديين، ومؤلفة كتاب “تربية رائد أعمال: كيف تساعد أطفالك على تحقيق حلمهم”، مجموعة من النصائح التي توصلت إليها بعدما أصبح لديها ابنان من رواد الأعمال الناجحين والشغوفين بعملهم.
طرحت بيسنو، مجموعة من الأسئلة التي لم تخطر على بالها قبل الوصول إلى النجاح كأم لشابين ناجحين، وهي: ما هو دور الوالدين في تربية أطفال أذكياء وواثقين وناجحين؟ ما المهم؟ ما الذي يجب الحرص عليه؟
وكتبت في مقال لشبكة “CNBC”: “لو نظرت إلى الوراء، لكنت أحببت أن أقرأ قصصاً عن كيف نشأ رواد الأعمال – ليس فقط بيل غيتس وستيف جوبز، ولكن الأشخاص الذين يمكن أن نتعاطف معهم بالفعل”، وفقاً لما اطلعت عليه “العربية.نت”.
وقالت إن رجال الأعمال ليسوا مجرد مؤسسي أعمال هادفة للربح. إنهم أشخاص مرنون ويعملون بجد ويبدأون شيئاً ما، ويخرجون بأفكار ويعيدونها إلى الحياة، ويحولون العاطفة إلى مشاريع.
وكتبت أنها أثناء بحثها وكتابة كتاب “تربية رائد أعمال”، قابلت 70 من الآباء والأمهات الذين قاموا بتربية أشخاص بالغين ناجحين للغاية، وخلصت إلى 4 قواعد صارمة للأبوة والأمومة التي ميزتهم عن معظم الآخرين:
1. امنح الأطفال الاستقلال التام
سوزان وآن وجسيكي، شقيقتان بارعتان بشكل لا يصدق. أصبحت سوزان أول مديرة تسويق في غوغل، ورئيسة تنفيذية فيها خلال العام 2014. وشاركت آن في تأسيس شركة 23andMe، وهي شركة متخصصة في علم الجينوم والتكنولوجيا الحيوية.
“عندما تحدثت مع والدتهما إستر، كان من الواضح أن فتاتيها نشأتا مع العلم أنها تثق بهن في التصرف بمسؤولية”.
كما تم منح الفتاتين الحرية التي رفضها بعض الآباء، خاصة اليوم. إذ قالت إستر: “لقد منحت أطفالي الفرصة ليكونوا مستقلين جداً في وقت مبكر”. “لقد أنجبت 3 أطفال في 4 سنوات، ولم أحصل على أي مساعدة، لذلك دفعتهم إلى العمل بدافع الضرورة”.
وأحب أطفالها هذا الشعور بالحرية. وترى إستر أن هذا منحهم الكثير من الثقة. وأضافت: “كانت والدتي تعيش في لوس أنجليس، وكنت أضع ابنتي البالغة من العمر 5 سنوات على متن طائرة – مع بطاقة اسم حول رقبتها – لزيارة جدتها في لوس أنجليس بمفردها”.
حتى إذا كنت تخشى أن تمنح أطفالك نوع الحرية التي أعطتها إستر لبناتها، قالت: “لا يزال بإمكانك منحهم أشياء للقيام بها في المنزل للمساهمة في دعم الأسرة، مثل الأعمال المنزلية لجعلهم مسؤولين وتنمية ثقتهم بأنفسهم”.
2. مساعدة الآخرين
الأطفال الذين يظهر لهم آباؤهم شعور مساعدة الآخرين الذين يعانون لتلبية احتياجاتهم، يتميزون بنظرة تعاطفية مع مجتمعاتهم والعالم.
وضربت مثالاً بـ سكوت هاريسون، وهو مؤسس charity: water، وهي مؤسسة غير ربحية تعمل على ترميم الآبار وصيانتها لمنح الناس وصولاً مستداماً إلى المياه النظيفة. وفي غضون 15 عاماً فقط، قامت مؤسسة charity: water بتمويل 60 ألف مشروع في 29 دولة نامية، وجلبت المياه النظيفة إلى 12 مليون شخص، وجمعت ما يقرب من نصف مليار دولار من أجل هذه القضية.
وقبل وفاة والدة سكوت، جوان، قالت لـ بيسنو إنها تنسب نجاحه إلى مؤسسة الأبوة والأمومة التي أنشأتها في وقت مبكر، والتي بنيت على المجتمع الروحي، والعمل الجاد والمنضبط.
وعندما كان في المدرسة الابتدائية والمتوسطة، كانت تساعده في فرز ملابسه وكتبه وألعابه، وكانوا يخصصون بعضاً للأطفال الذين يمكنهم استخدامها.
وأشارت إلى أن الوعي المبكر بمشاكل الآخرين يمكن أن يشجع الأطفال أيضاً على البدء في طرح أسئلة ريادة الأعمال: “هل يجب أن تكون الأمور على هذا النحو حقاً؟” أو “كيف يمكنني تحسينها؟”
3. الترحيب بالفشل مبكراً وبشكل متكرر
شاركت نيا باتس في تأسيس ديترويت بلوز، وهي شركة خدمات تجميل للشعر، والتي استقالت من عملها في شركة الاتصالات فياكوم.
وعندما سألتها بينسو: “كيف استجمعت الشجاعة لترك وظيفتها الآمنة والبدء في شيء ما من الصفر”، قالت إن السبب هو أنها تعلمت مزايا الفشل مبكراً وغالباً عندما كانت صغيرة.
وقالت: “كانت أمي محامية، تفوز في معظم الأوقات، وفي بعض الأحيان كانت تخسر القليل من القضايا”. وأضافت أن والدها كان دائم السؤال عن الأمور التي فشلت فيها منذ أن كانت صغيرة وحتى تخرجها من الجامعة.
وأوضحت أنه على الرغم من محاولة الكثير من الآباء إنقاذ أطفالهم من الفشل. لكن والدي نيا أرادا التأكد من أنهما خلقا بيئة يكون فيها الفشل أمراً مقبولاً. وكان الدرس الأعظم لوالدها أن “نجاحاتك تكمن في جروحك، وفي إخفاقاتك تكمن فرصك”.
4. اترك السيطرة واتبع القيادة بالمتابعة
يحتاج الأطفال إلى وقت لاكتشاف مساراتهم، ويضيع الكثير من الوقت عندما يكون من غير الواضح إلى أين هم ذاهبون. في هذه الحالة، قد يرى بعض الآباء أطفالهم ضائعين. لكن من المرجح أن يرى آباء الأطفال الذين يكبرون ليصبحوا رواد أعمال أن أطفالهم يستكشفون.
وإليك الجزء الصعب بالنسبة لكثير من الآباء: إذا كنت ترغب في تربية رجل أعمال، فأنت بحاجة إلى القيادة من خلال المتابعة، بغض النظر عن المكان الذي يريد طفلك الذهاب إليه.
وقدم مؤلف كتاب “بناء المرونة لدى الأطفال والمراهقين”، كينيث جينسبيرغ، نصيحة للتعاطي مع هذه المواقف والتي يخرج فيها الأطفال عن مسارهم: “الخروج عن الطريق يمثل تحدياً. نريد مساعدة الأطفال وإصلاحهم وإرشادهم. لكن علينا أن نذكر أنفسنا أنه عندما نسمح لهم باكتشاف الأشياء بأنفسهم، فإننا نزرع بداخلهم صوتا يقول: أعتقد أنك مؤهل وحكيم”.
وبمعنى آخر، انظر إلى ما يريده أطفالك، وما هو شغفهم، وما الذي يجيدونه، وما الذي يجعلهم سعداء. دع موهبتهم تكشف عن نفسها. ثم ادعمها. أخبرهم بمدى فخرك بهم للنجاح في المسار الذي اختاروه. ثم أخبرهم مراراً وتكراراً، حتى تتأكد من أنهم يصدقون ذلك.
قد لا ينتهي بهم الأمر بمهنة كنت ببالك، ولكن إذا تمكنوا من متابعة شغفهم، فسيكونون سعداء وراضين. أليس هذا ما يريده جميع الآباء لأطفالهم؟